مراجعة فيلم Jurassic World متنزه يستحق المغامرة

مراجعة فيلم Jurassic World متنزه يستحق المغامرة

مراجعة بالعربي و تقرير عن فيلم Jurassic World متنزه يستحق المغامرة
مراجعة و مناقشة فيلم Jurassic World Movie Review
أهلاً بكم في Jurassic World فيلم ضخم يقدم مغامرة عصرية مع بعض قيم المدرسة القديمة

كيف تصدر جزءاً جديداً لفيلم Jurassic Park، أحد أعظم الأفلام الضخمة التي تم صنعها على الإطلاق؟ هذا ليس بالأمر السهل. فالفيلم الأصلي كان مغامرة متكاملة ومستقلة والتي من الصعب تصوير أجزاء جديدة لها، حتى بالنسبة للمخرج الكبير Spielberg. يعود Jurassic World إلى مقدمة الفيلم الأصلي، ويرفع من وتيرته إلى حد كبير، ويخلق أثناء ذلك تجربة قريبة جداً من روح الفيلم الكلاسيكي الذي صدر عام 1993 من دون الغرق في التملق له أو التجديد الرخيص لقصته.



لقد مرّ 22 عاما منذ حدوث الكارثة على جزيرة Isla Nublar. ولقد تم التستر على الحادثة، وحلم الملياردير John Hammond المتحمس قد تحول إلى حقيقة. أهلاً بكم في العالم الجوراسي Jurassic World: وهو متنزه يعمل بكل طاقته ومليء بالديناصورات والعجائب، ومتاح للجميع.

لم يتم إتقان التكنولوجيا التي أثبتت بأنها خطيرة في الفيلم الأصلي فحسب، بل أيضاً تحولت إلى سلعة. يلقى المنتجع نجاحاً كبيراً، حيث أبهر الجماهير بجاذبيته، وبشكل موازي، يشعر المراهقون الذين يتقاضون أجوراً أقل مما ينبغي بالملل من تشغيل رحلاته. ومع ذلك يحدث عدم استقرار في هذا النظام عندما يقوم فريق العلماء في المتنزه والذي يقوده الدكتور Henry Wu بهندسة نوع جديد من الديناصورات في محاولة لجذب الرعاة الذين يحملون الأموال الكثيرة وزيادة أعداد الحضور. وكما هو متوقع، تكون هذه فكرة سيئة جداً، حيث سرعان ما يهرب الديناصور Indominus Rex من سجنه وينطلق في حالة من الهياج القاتل عبر الجزيرة.

وفي حين أن بعض العناصر قد تبدو غريبة بعض الشيء، إلا أن القصة قريبة من الأصلية: طموحات كبيرة، يغذيها الجشع والغطرسة، تتسبب بتحويل نظام طبيعي منتظم (المتنزه والطبيعة بحد ذاتها) إلى فوضى عارمة.

يمكن العودة بالخطوط الرئيسية إلى الفيلم الأصلي Jurassic Park، لكن من الواضح أنه فيلم ضخم حديث، تتكشف به الأحداث على نطاق أوسع من ذلك بكثير. فالمتنزه مفتوح للعموم بعد كل شيء، مع آلاف الزوار، مركز للزوار برعاية سامسونغ، وشارع طويل من المحلات التجارية والمطاعم. بعدما ذكرنا ذلك، يجدر القول أن المخرج Colin Trevorrow قد تمكن من المحافظة على Jurassic World من دون أن يتحول إلى فيلم كارثي كلي مليء بالمجازر السخيفة. هناك أجزاء في الفيلم تحتوي على مشاهد إنفجارات وإطلاق نار (معظمها تم جمعه سوية لصنع العرض الدعائي الخاص للفيلم) لكني شعرت بالسعادة عندما اكتشفت أنه ليس من هذا النوع من الأفلام الضخمة التجارية. لقد تمكن Trevorrow من بناء فيلم أكثر عمق بكثير ويركز على الشخصيات أكثر مما توقعت بكثير.

يبدأ الفيلم مع شعار Amblin، والآكشن يخدم الشخصيات والحبكة بشكل دائم تقريباً، ليس فقط لأنها كانت تبدو يوماً مذهلة على القصة المصورة، (ونعم، ينطبق هذا حتى على أحد المشاهد التي نرى فيها Chris Pratt وهو يقود دراجة نارية تطارده الديناصورات الجارحة). قد تشعر بأنها صورة غريبة وغير اعتيادية، إلا أنك تشعر بأنها ناجحة بشكل أكبر في الفيلم وذلك لأن سياق الفيلم يأخذك بالتدريج إلى هذه اللقطات الغير إعتيادية لدرجة أنه مع حلول هذه المشاهد تشعر بأنها طبيعية وملائمة جداً. كما وتشعر بأن الديناصورات هي فعلاً أحد الشخصيات في الفيلم.

إن أداء الممثلة Bryce Dallas Howard عظيم بدور Claire، المهووسة بالسيطرة والمسؤولة عن المتنزه. هي الشخصية الأنثوية الأبرز حتى الآن، وتسير على خطى البطلتين Ellie و Lex، هي البطل الحقيقي في فيلم Jurassic World. كما وأنها الشخصية الأكثر تغيراً عبر الفيلم، حيث تتحول من عمة متحفظة ومترددة، مكلفة بالاهتمام باثنين من أولاد أخيها، إلى مواجهة مخاطر المتنزه والتغلب عليها. يتمحور الفيلم حولها، لذا قد يشعر المشاهد ببعض الإحباط أن شخصيات أخرى (وتحديداً أولاد أخيها) لا يعترفون أو يقدرون بطولتها إلا في وقت متأخر من الفيلم. إنها مذهلة، لكن لا أحد ينتبه إلى ذلك.

لكن من ناحية أخرى، تقدير شخصية الممثل Pratt يظهر بشكل أكبر، هذا لا يعني أنه لا يستحق ذلك، إذ أن Pratt هو نوعاً ما البطل النهاري هنا، يلعب دور الرجل القوي والساخر، لكن هذا يبدو غريباً بعض الشيء على اعتبار أن Claire تقوم بإنقاذه في أكثر من مناسبة. إنه سيناريو كلاسيكي، هي امرأة حادة المزاج ترتدي الأبيض، وهو رجل يحب الاسترخاء ويجلس في منزله يغير زيت دراجته النارية (مع قيام المخرج Trevorrow برفع مستوى الشعور بالمغامرة، ويستوحي من أفلام مثل Romancing the Stone) لكنه يبدو على خلاف مع مركز Claire كمديرة للمتنزه.

في جوانب أخرى من الفيلم، هناك بضعة شخصيات ومضاعفات في الحبكة التي تفشل في تحقيق مرادها. من الجميل أن نرى عودة عالِم الوراثة Henry Wu والذي يوفر بعض الاستمرارية لهذه السلسلة، لكن لا يوجد أي تفسير لماذا أصبح شخصاً مغروراً ومليئاً بالشكوك. وهناك أيضاً شخصية Hoskins التي يلعب دورها الممثل Vincent D’Onofrio (وهو ممثل لشركة InGen ذو شخصية عدوانية) تشعر بأن أداء الشخصية مفرط بعض الشيء، وتشوش دوافعه الحبكة في وقت لاحق. في الحقيقة، لم يتم شرح ما حدث في شركة InGen منذ وفاة Hammond وتحولها إلى مقاول عسكري بتفصيل كافي ليبرر تحولها إلى قوة ذات شأن. قد تأتي بعض التفسيرات المحتملة من قبل شخصية Simon Masrani الملياردير غريب الأطوال (والذي يلعب دوره الممثل Irrfan Khan) والذي جعل حلم Hammond يصبح حقيقة، لكنه يتقلب بشكل متكرر بين شخصية كوميدية وشخصية المدير التنفيذي الصارم.

لكن هذا ليس كافياً ليؤثر على متعة الرحلة، حيث يتحرك الفيلم بوتيرة مبهجة. فأنت تصل إلى الجزيرة في ما يبدو أنها عشرة دقائق من بداية الفيلم فقط، ولا تخفف الوتيرة مع انتقال الفيلم من لقطة إلى أخرى بكل سلاسة. الآكشن ممتع ومكثف ومخيف، مع بعض الوفيات المروعة التي تتخلل المشاهد الكبيرة. لحسن الحظ، تستخدم الإشارات والحنين إلى الجزء الأول بشكل متحفظ، فليست هناك لقطات مرتجعة أو جمل مكررة، وتظهر شخصية John Hammond كتمثال فقط، لكن عندما يحدث ذلك تشعر بأنه مشهد قوي ومميز جداً للأشخاص الذين يعشقون الفيلم الأصلي.

الخلاصة

في عصر استشرت فيه الأفلام التي تؤسس نفسها لتصدر لها الكثير من الأجزاء الجديدة، نجد بأن Jurassic World هو حالة استثنائية منعشة: جزء جديد ضخم يستقل بذاته بكل افتخار. إنه يحمل روح الفيلم الأصلي، لكنه لا يقوم بإعادة صياغة الماضي ببساطة. إنه وحش مختلف، فيلم ضخم يدرك قيمته الخاصة ويمتلك الكثير من الروح وحس الفكاهة والإثارة ليكون بكل جدارة أحد أكثر أفلام هذا الصيف روعة وجذباً

ترجمة: ديما مهنا

المصدر: منتديات مخابئ 2023 - من قسم: تقارير أفلام - مراجعة فيلم - كلاسيكيات